لاتفيا تشهد أسوأ فيضانات منذ عقود.. ودعوات لإخلاء المنازل من السكان
لاتفيا تشهد أسوأ فيضانات منذ عقود.. ودعوات لإخلاء المنازل من السكان
دعت السلطات في لاتفيا سكان بعض المناطق بوسط البلاد لإخلاء منازلهم في إطار الاستجابة لأسوأ فيضانات تشهدها الدولة الواقعة على بحر البلطيق منذ عقود.
وفي تحذير عبر الإذاعة المحلية قال رئيس بلدية مدينة جيكابيلس: "سيكون من شبه المستحيل إخراجكم من الوحول الجليدية البرودة متى اجتاحت منازلكم"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس).
ويهدّد خطر كبير مدينة جيكابيلس وبلدة بلافيناس والمناطق المحطية، حيث تعوق كتل جليدية انجرفت من بيلاروس تدفق مياه نهر دوغافا.
وأشار أحد السكان، ويدعى ماريس كودولس، إلى "قطع من الجليد وسيول من المياه الجليدية البرودة اجتاحت مدينتنا سريعا".
وقال كودولس، إن "هذه أسوأ فيضانات منذ عام 1981"، لافتا إلى أن المنسوب الحالي للمياه أدنى فقط بخمسة سنتيمترات من المستوى القياسي المسجّل ذاك العام.
وبُني سد جديد قبل عشر سنوات في تدبير احترازي، لكنّه بدأ يتداعى السبت تحت ضغط الجليد.
والأحد نشر عدد من الآليات لتدعيم السد بكميات إضافية من أكياس الرمل.
وقال رئيس البلدية إن "السد صامد حتى الآن ونحن ندعّمه بصورة مستمرة لكن الوضع لا يزال خطرا"، مضيفا: "لا شيء يضمن أنه سيصمد بوجه الظروف القصوى".
ويستخدم عناصر الإغاثة خزانات عائمة لإجلاء السكان، علما بأن غالبية هؤلاء قرروا البقاء في منازلهم.
ومن جانبه، قال قائد العملية الإنقاذية العسكرية الكابتن في الجيش أليكساندز كفيغونس: "الحمد لله لم يغرق أحد ولم يصب أحد".
وأشار إلى جهود تبذل حاليا لإغاثة خمس مناطق نائية و"إجلاء السكان وتوفير المواد الغذائية والإمدادات لمن بقوا".
وعقد رئيس الوزراء كريجانيس كارينش والرئيس إجيلس ليفيتس اجتماعا لخلية إدارة الأزمة في العاصمة ريغا.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من تداعيات ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذيرات أممية
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.